dust

الجمعة، أكتوبر 29، 2010

وادي لجب جمال الطبيعة ووجهة السائح في جازان

يعد وادي لجب واحداً من أهم المواقع السياحية وأبرزها بمنطقة جازان منطقة يزورها عشرات الآلف أن لم يكن مئات الآلف من السواح والزوار سنويا . ووادي لجب عبارة عن صدع وإنكسار في الجزء الشرقي من جبل القهر زهوان التابع لمحافظة الريث التي تقع على بعد نحو 150 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من مدينة جيزان.

ويرجع تاريخ ذلك الصدع " لجب " لعصر حدوث الانكسار الإفريقي حيث ظهرت جبال ناهضة ذات صخور شديدة الصلابة تختلف عما جاورها من الجبال من حيث التركيب الصخري واللون وهو ما يلحظه الزائر للوادي الفرق واضحا بين الجبال المطلة على وادي لجب من حيث كبر حجم صخورها واتساعها ونعومة ملمسها وقلة الأشجار بها مما يضفي نوعا من التميز على الجبل وتفردا واضحا من حيث الشكل بين الجبال المجاورة إليها ويجعلها محط نظر الزائر ومحل إعجابه.

ويمتد وادي لجب على شكل أخدود أو صدع انكساري في الطرف الشرقي من جبل "القهر" بطول يصل لنحو " 11" كيلو متر تقريبا متجها من الشمال إلى الجنوب ليتقابل هذا الصعد بعد "3" كليو مترات بصدع اخر يمتد لمسافة "2" كيلو متر.
ويبدو الوادي للزائر مع دخوله لأول وله من مدخله الوحيد الذي يقع في الطرف الجنوبي من الوادي كأنه أمام بوابة عظيمة لقصر غاية في الجمال وقد انتصبت على يمين ويسار المدخل أشجار فارعة في الطول وغاية في الجمال والظل الوارف وكأن تلك الأشجار تقف منذ مئات السنين تحرس تلك البوابة دون كلل أو ملل لتستقبل زوار الوداي بكل الحب الترحاب . وما إن تضع أولى خطواتك بالوادي حتى تجد نفسك مجبرا على النظر إلى السماء أملا في أن ترى قمتي الوادي وحوافه المنكسرة على طول المجرى الذي يبدا عند مدخل الوادي ضيقا لا يتجاوز عرضه "4" أمتار فقط ليبدأ بعد ذلك في الأتساع تدريجيا كلما اتجهت إلى داخل الوادي.
ومما يزيد الوادي جمالا ما يتوافر به من عيوان وينابع وجداول وشلالات دائمة الجريان يمتزج صوت خرير مياهها مع أصوات العصافير والطيور المغردة في بطن الوادي ووسط اشجاره ليبادلها الوادي رجع الصدى عندما تطلق أصواتها بين جنباته الصخيرة الشاهقة في الإرتفاع. ولك أن أردت التنزه في الوادي أن تستقل سيارتك ومن أي الأنواع كانت رباعية الدفع أو غيرها وأن تتمتع بقيادتها إلى مسافة " 2" كيلو متر تقريبا من المدخل لتجدك مضطرا للاستمتاع ببقية الرحلة سير على الأقدام وسط الصخور والمياه التي تجري على مدار الساعة وأحواض السباحة الطبيعية ذات المياه المتجددة التي توفر المكان المناسب للسباحة للكثير من مرتادي الوادي.
ومما يضفي على المكان متعة وجمال حدائق الوادي المعلقة التي انتصبت على جانبي الوادي بكثافة وفي مناظر أشبه ما تكون بالخيال فيمكنك أن ترى أشجار النخيل وهي شامخات على ارتفاعات قد تصل إلى أكثر من 30مترا تقريبا وسط أشجار معمرة تشبثت بالحياة فراحت تمد جذورها من منتصف حافتي الوادي تقريبا لتصل إلى مجرى المياه في الأسفل لتخلق منظرا قمة في الجمال والروعة قلما يتكرر وجوده إلا في وادي لجب. وللشمس مع وادي لجب حكايات وقصص أشبه ما تكون بقصص العشاق وشوق المحبين فهي لا تزور الوادي غير سويعات قليلة عندما تصل منتصف السماء وتتعامد أشعتها على الأرض لتخترق ذلك الصعد " وادي لجب " وكأنها عاشق هائم بمن يحب وقد مر على الديار ليلقى السلام ويغادر مرغما وهو يبعد ناظريه عن محاسن وجمال من يحب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق